Je me
souviens de son sourire derrière le grillage de Borj Erroumi, lorsque je lui
glissais dans la brèche la tablette de chocolat que la chaleur a fait fondre.
Je me
souviens, lorsque nous eûmes la permission de pénétrer dans la prison et de
voir mon oncle de plus près, de l’embarras des policiers qui pulvérisaient les
mouches d’insecticide à notre arrivée. C'était
au moment où, sous la pression des droit-de-l'hommistes, on les avait sorti de la "fosse".
On les avait nourri, soigné et camouflé les traces de leur calvaire, avant de
les montrer à leurs familles. Mais les traces ne s'effacent jamais.
Mon oncle Tamim Hmadi Tounsi, que Dieu ait son âme, est décédé en 2008 après un terrible combat avec sa double maladie, dont il avait identifié seul les symptômes quand les médecins n’y comprenaient encore rien. Il était l’aîné de ses frères et sœur. Il fut notre parrain, mes sœurs, mes cousines et moi, il nous a initiées à la vie en dehors de la tribu.
Ma grand-mère maternelle, qui fut interrogée pendant 3 mois, au 7éme, lorsque mon oncle fut arrêté avec la bande à Cheraiti, m'avait raconté que les flics de cette époque avaient une certaine culture et du respect pour les prisonniers politiques. Pas tous évidemment.
Je me
souviens de son acharnement, jusqu’au dernier moment, à s’accrocher à la vie,
de sa colère contre le système, de sa vitalité, de son entêtement, de ses
taquineries et de ses lâchitudes. Je me souviens qu’il m’accompagnait
quelquefois jusqu’au journal Le Renouveau et qu’il refusait d’y entrer, que je
le taquinais en lui demandant de mettre juste un pied sur le seuil de mon
journal et qu’il refusait en ironisant parce que j’avais « trahi l’esprit
de la famille Tounsi », disait-il.
Aujourd’hui,
mon chômage forcé me semble dérisoire face à ce qu’il a souffert, lui comme
tant d’autres encore après lui. Même si ma famille a souffert, j’aurais honte
de dire que moi aussi face à toute la déchéance où furent plongés des militants
au fil de ces années. Mais j’aurais résisté à tant de petites dictatures et à
de grandes humiliations, grâce à l’esprit qu’évoquait khali Tamim, de cette
grande famille Hemadi-Tounsi, Héni, Kilani et Tijani.
On n'imagine pas à combien d'avilissantes pressions sont soumises les femmes en temps de dictature et de sous-développement... Aucune de nous ne s'en est sortie indemne, pendant que la tribu sévit encore et toujours...
Je me
souviens de la disparition inquiétante de khali Tamim, en 2003 je crois, après une colère qu’il
avait piqué contre le président de son parti à l’UDU (Union Démocratique
Unionniste). Son arrestation fut un de ces kidnappings banalisés que pratiquait
le ministère de l’intérieur. On le retrouva après des jours dans un hôpital
avec le nerf du bras déchiré.
Je me
souviens alors de mes larmes et de ma colère. Ce jour-là, j’ai dit à un
collègue du Renouveau que je voulais m’immoler par le feu au sommet de la
grande horloge de l’avenue Bourguiba. Cher Bouazizi, on aura beau démystifier
ton geste, la colère qui n’a pas de bouche est ignée et finit toujours par
consumer et le bourreau et la victime.
Je sais
au fond de moi que khali Tamim
aurait voulu être présent dans cette après-révolution et que malgré toutes les
vicissitudes, il aurait contribué encore passionnément au combat et au débat.
Paix à ton âme khalou, comme tu manque à nos espoirs et à nos chagrins ! A
sa mémoire, ces extraits de ses deux livres à paraître, où il témoigne sur l'histoire et sur les deux horribles « fosses »
de de Ghar El Melh et de Borj Erroumi.
Et dans ces souvenirs, me revient le rire franc et beau d'une autre grande dame disparue trop tôt, Aida Héni, paix à son âme!
Et dans ces souvenirs, me revient le rire franc et beau d'une autre grande dame disparue trop tôt, Aida Héni, paix à son âme!
Premier extrait:
وجـهـا
لوجـه أمـام التـاريــخ
الـوثيـقـة
رقــم واحـد
القٍراءةُ ُالـرَّابِـعـَةُ لِدُ سْـتور جوان
1959 أو مَـنْ دَلْـَّسْ الْـدُسْـتُـوْرَ
تًمْيمٍ الِحمادي
الســؤا
ل
عندما إلتقيا وجهاً لوجه
قــال
الـتاريـخ للـذي فعـل هـذا:
تخـافـــني
وتخــــــاف أن تخــــــافــني ....
هذا
الخـوف المـزدوج جعـلك تتصرف بشــــكلين :
مرة
كأنـك لا تعـرف وأنت تعـرف
ومرة
كأنك تعرف وأنت لا تعرف
وعليك
أن تقول لي الآن أيهما كنت في هذه الحكاية
قد
سمعت الحكاية وأسرعت لأنقل إليكم الخبر
بـــــــــد
اية
عندما رماني الله في هذا العالم .كان أن كتب محمد كامل التونسي
أبيات شعر لي كوصيّة
عش تميم في هناء واشف
في الأوطان غيظي
وإلى الآن لم أستطع
أن أفهم كيف يمكنني أن أحقق هذه المعادلة أن أحمل هموم هذا الوطن وأن أعيش في هناء.
أويكون
ما قصده محمد كامل التونسي قول الشاعر :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو
الجهالة في الشقاوة ينعم
فقد كبرت في عرين العروبة دمشق ,بين أوراق النضال من أجل الحرية وما تحمله
من أمان لهذا الوطن الكبير ومع كل يوم يحملنا أساتذتنا أمان ومسؤوليات جديدة .
فمن قول الشاعر
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
تقضي الرجولة أن نمد جسومنا وجـهـا لوجـه أمـام التـاريــخ
جسر ا فقل لرفاقنا أن
يعبروا
ياللأسف
إننا لا نستطيع أن نموت في سبيل أوطاننا إلا مرة واحدة .
وفي الحقيقة كان
جيلنا على موعد مع التاريخ .. فقد شاهدنا هذا الوطن الكبير يتحرر شيئا فشيئا ..
وفي كل مرة تتحرر فيها قطعة من هذا الوطن إلا ويكبر الأمل معها بأن الأماني ستصبح
حقيقة.
وظننا عندما سمعنا
شكري القوتلي وهو يقول لجمال عبد الناصر أمام قبر صلاح الدين {لقد أديت الأمانة
وإني أسلمها لأخي العربي جمال } أن الآخرين سيفعلون هذا أيضا بشكل أو بآخر في
لحظات أخرى وفي تقاربات أخرى.إلى أن نصل تخوم الوحدة الكاملة.
كانت آمالنا تتفجر
كفقاعات الصابون عندما تقرب اليد منها .فمن إحباط
إلى إحباط ..ومن ردة إلى ردة حتى
نشأت بيننا وبين الخبر عداوة ... وكان أن شرب الكثيرون من ماء نهر توفيق الحكيم
وبقيت قلة تكابر،تزرع الصخر وتسقي الصريح .
والآن أقول
إلى أويس ...إلى وائل
..
إلى رشأ ... التي شاركتني أحلامي
إلى أشقائي ...
إلى العرب الصغار
حيث يوجدون
إلى
جيل الصغار .... لاتشربوا من ماء النهرفإن الصفوان سينبت زرعكم وأن الصريح سيرتوي.
Deuxième extrait:
في غيابات الجب برج
الرومي
"الداموس"
يوم لا
ينسى:01/10/1965.
قبل عدة أشهر لاحظنا
عند الخروج < للاريه > أشياء غير عادية وحركة غير متعودة وغير مفهومة.
وإستطعنا أن نختطف من حديث الحراس - مع بعضهم - أن سجن غار الملح سيغلق وأن السجن
سينقل الى بنزرت وبالتحديد الى < برج الرومي > .
هذه المعلومة التي
ذكرت، إستغرق تجميعها قرابة الشهر بالنسبة الينا. وأفرغ السجن من المساجين شيئا
فشيئا، ولم نبق الا نحن . وظننا أنه سيخصص لنا وما تجمع خلال هذه السنوات من
مساجين سياسيين لا نعرفهم. إلا أن تقليع الأبواب الرئيسية للمدخل أضعف هذا
الإحتمال لدينا.
وكان يوم أول أكتوبر
( لا داعي للإستغراب فقد كان الشيخ الكفلي الشواشي هو الذي يمسك بحساب الأيام
بالضبط حتى أن السنة الكبيسة عرفناها ونستطيع أن نتأكد من الحساب - وقتها - ) كان
بالنسبة الينا يوما مهولا. ففي عشيته فتحت الأبواب ودخل حراس كثر فيهم من نعرف
وفيهم من لانعرف وبدئ بتقييدنا بواسطة < الكلبشة> . أيدينا الى الخلف ووقع
إدخال الحلقة الثانية من السلسلة التي في أقدامنا بينهما. بحيث كنا مقيدين من ثلاث
والحركة أو المشي بالنسبة لهذا الوضع تكاد يكون مستحيلة بدون السقوط على الأرض
ودحرجنا كالأكياس الى
< السنترة > أين يقف مدير السجون وعدد آخر ربما من إدارة الأمن بالملابس
المدنية وعشرات الحراس بأسلحة وبدون أسلحة.
كان مدير السجون
يتفحص كل واحد منا بشماتة وتلذذ غير طبيعيين. ثم أشار ... وإذا بالحراس كالكلاب
المسعورة تنهال علينا ركلا ورفسا وضربا وشتما ..ونحن مرميين بلا حراك على الأرض
وليس بإستطاعتنا حتى الحركة لإتقاء الضرب ... وربما أشار ثانية فقد كف الضرب فجأة
وصمت الحراس. ووقعت دحرجتنا ثانية الى الباب الرئيسي ، وحمل كل واحد منا حارسين
وليلقوا بنا كالأكياس في سيارة المساجين فوق بعضنا حتى إذا إمتلأت واحدة جاؤوا
بالأخرى.
وتحاملنا قدر
المستطاع لنجلس وسارت الشاحنة. ووصلنا والدنيا ظلام، ظلام الليل وظلامنا نحن الذين
لانعرف ماهو المصير الذي ينتظرنا.وفتح الباب الخلفي للشاحنة بالقرب من هوة. كانت
الأرض تعج بالحراس واحد يهرول واحد يصيح الآخر يأمر. وساد الهدوء قليلا عندما ظهر
مدير السجون وثلة المدنيين. وصدر الإذن بإنزالنا أو بالأحرى إسقاطنا على الأرض.
وأنزل أولنا ولنقل دحرج والثاني .. وهكذا كنا كالأكياس أو كصناديق البضاعة مرميين
بلا حراك إلا الأنين والتوجع
وصدرت من هنا وهناك
بعض الإحتجاجات على الأوامر المعطاة :
كيفاش نهبطوهم وهما
هكة.؟ - وكيف يطيحولنا.؟ - يطيحوا ونطيحوا معاهم.؟ - خلينا نحلوهم هنا ما ينجموش
يهبطوا مربوطين من ثلاثة ؟ - الدروج برشة يطيحوا ويتكسروا.... الى آخره من
الملاحظات المنبهة للخطر من إنزالنا مقيدين بهذا الشكل.
وكان رد مدير السجون
صارما < يهبطوا هكة > كل إثنين أو ثلاثة يهبطوا واحد. وفعلا بدئ بتنفيذ
الأمر. وسحبني إثنان الى الفوهة... كانت عميقة وعميقة جدا بدرج حجري يغوص في الأرض
بلا نهاية ... ولأول مرة أسمع كلمة شفقة من حارس..قال مخاطبا صاحبه بالشوية عليه..
وقال يخاطبني ..سايس روحك..و لا أعرف كيف وصلت الى قاع الجب. ولا أظن أن أحدا منا
يتذكر كيف وصل.
كان الضوء في داخله
باهتا وبمجرد وصولي شعرت بالرطوبة وكأني في سحابة غيم ..وجرني آخران الى موقعي
الجديد بينما صعد من أنزلني ليأتي بالباقي. كان أولئك الذين يرتدون الثياب المدنية
قد سبقوا إنزالنا وهم يحملون أوراقا وملفات يتفحصونها بالقرب من الضوء الخافت ،بعد
أن يسألوا كل واحد عن إسمه ويأمرون الحراس بإيصالنا الى زنزانة بعينها.
الجبل بصخوره الناتئة
فوقنا وفي جوانب الممر الطويل الطويل..والزنزانات بأبوابها الحديدية تظهر من حين
لآخر في هذا الممر . وأوصلت الى المكان الذي عين لي، ثم عبد القادر بن يشرط ثم عز
الدين الشريف ثم المنصف الماطري ثم محمد قيزة - خمسة -.
كانت ضالة الإسمنت لا
زالت طرية نوعا ما وقد برزت منها حلقات حديدية وأوقف كل واحد أمام حلقة.وبقينا
هكذا زمنا، ربما حتى تم إنزال الجميع. الى أن جاء مدير السجون ليتأكد بنفسه وهو
يراجع ملفه وليعين بالضبط الحلقة التي يجب أن نربط فيها وهكذا نقل كل واحد منا -
حسب أوامره الى المكان المعين له.
وجيئ بالحداد و هو
< سجين > صحبة سندانه ومطرقته. وفك الحراس قيود أيدينا وأخذ الحداد حلقة
القيد الثانية التي في أقدامنا وبشمها بمسمار بشيمة في الحلقة.أمام أعين المدنيين
الرقيبة.
طوال الإستنطاق،
والمحاكمة، والحكم، وخلال سنوات غار الملح.في عنق الجمل. و كل الذي مر بي. لم أشعر
باليأس و لم أفقد الأمل في الحياة... كل هذا الأمل أحسست به يطير وأنا أرى الحداد
يجمع القيد الذي ألصق بساقي والحلقة التي في الأرض ويفلسها بين السندان والمطرقة
بضربات ترن في الجب العميق الذي وضعنا فيه. إنها النهاية لن نخرج أحياء ... وأخذ
الحراس يتفقدون صنعة الحداد واحدا واحدا وقد علا الجميع الصمت.وأنهى الحداد..
مهمته بالنسبة الينا كلنا، سواء نحن الخمسة أو الباقي في الزنزانة القريبة منا. أو
الزنزانات الأخرى.
وغلقت الأبواب،
وأطفئت الأنوار تماما. وساد الصمت الفظيع والذي زاد من كثافته الرطوبة الثقيلة
والتي بدأت تلتصق بملابسنا وتتحول الى ماء. وزادنا الظلام الدامس كآبة.
وبدأنا الحركة، ونحن
نتلمس أبداننا أولا بحثا عن كسر أو رضوض ونسأل بعضنا كل عن حاله. الشيء الأول الذي
لاحظناه أن الإحساس شبه منعدم في كفينا فالقيد الذي أحاط بمعاصمنا أوقف جريان الدم
فيهما لساعات نقلنا.فأصبحت شبه ميته.
ولا يعرف أحد هل أصيب
بكسور في أضلاعه أم هي تشعر أم رضوض فقط. وتحسست المكان وجلست منكمشا بقدر الإمكان
وقد بدأت أسناني تصتك وأنا لا أقوى على إيقافها. والقشعريرة تهز بدني كله وأنا
أرتجف من البرد في ملابسي المبللة.
حفاة..عراة..جياع..
عطاش.. تحت الأرض.. مقيدن بالأرض.. في الظلام الدامس..البرد شديد.. تقطعت بنا
الأسباب ... و لا وجه الا وجهك يارب< صبر جميل والله المستعان >.
وإشتعلت الأضواء بعد
ساعة أو ساعتين .. وسمعنا وقع أقدام وضجة وأبواب تفتح وتغلق، الى أن وصلوا الينا.
وفتحوا الباب وألقوا لكل واحد منا غطائين، و ذهبوا وأطفؤوا الأنوار ثانية.
وسرعان ما تدثرنا بها
لتبعث فينا شيئا من الدفئ ولنحاول الراحة أو النوم. كانت الإضاءة السريعة أثناء
وجود الحراس كافية لنقدر مساحة المكان الذي نحن الخمسة فيه. فهو لايتجاوز ثلاثة
أمتار ونصف في ثلاثة أمتار مبني بالحجر، وكما عرفنا من بعد هو مكان المصعد
الكهربائي< Monte-charge > المستعمل لإنزال الذخائر وإخراجها من المستودع.وفي
الحق كانت زنزانتنا حسنة التهوية إلا أنها أبردها
لوقوعها في مجرى
التيار الهوائي أم أسوء الزنزانات تهوية فهو جيب يصل الهواء اليه بصعوبة وهو ما
كان مستودع الذخيرة وفي الصيف يكاد ينعدم فيه تجدد الهواء كما عرفنا بعد.
البرد القارس
والساعات الطويلة من غار الملح الى بنزرت. كان من اللازم أن يحس الإنسان بحاجة
التبول. وليس في الزنزانة أي سيء إطلاقا. وكنا كلنا هكذا. وحتى في الزنزانات
الأخرى بدون وعاء لقضاء الحاجة. و معنى التبول أن الماء سينتشر و يمس ثيابنا و
غطاءنا و أبداننا. ولم يكن هنالك مجال للحركة فنحن مقيدون في الأرض لا نستطيع
الإبتعاد الا مسافة السلسلة. ثم كيف السبيل ونحن في الظلام الدامس.
تقريبا وحسب تقديرنا
بقي في وسط الزنزانة مساحة مترين مربعين. وإتفق خمستنا أن أحسن طريقة هي الإحتفاظ
بما لدينا ما أمكن و إفراغ أقل ما يمكن.في انتظار فرج ما و كان لازما علينا عندما
يبدأ أحدنا أن يصدر الآخرون أصوتا حتى لا يوجه المتبول نحوه و قمت أنا وقدور
بالتبول على الباب فقد كنا قريبين منه ثم محمد قيزه ثم منصف الماطري وبقي عز الدين
الشريف وكان في الوسط بين الإثنين وأنا وقدور أمامه.وتوجيه البول كان صعبا بالنسبة
اليه لقربنا نحن الأربعة منه. وكنت أنا وقدور نتحسس الأرض بيننا لنعرف الى أين وصل
الماء ونقدم < تقريرا >.عن الحالة .... كان الظلام كما قلت دامسا وأحسسنا أن
بحيرة البول لم تتوسع كثيرا في اتجاهنا.بالرغم من أن عز الدين قضى أمره ولم نفهم
الا في الغد. فقد عرف المسكين أنه لن يستطيع بمثانته المملوءة أن يمنع إتساع
البركة فهي ستمسني أنا وقدور. فما كان منه الا أن التجأ الى ملئ كفيه كل مرة
وتوجيهها والقاء ما فيها نحو الباب و هكذا الى أن قضى حاجته.
آسف لذكر كل هذه
التفاصيل وتأكدوا أني غسلت بالدموع الكلمات التي كتبت.. وأني توقفت العديد من
المرات لأجفف دموعي.... وفيما يخص هذا الموضوع سأختصر، فبعد أن وجد الحراس أن
الحاجة البشرية ستصبح مشكلا لا يمكن تفاديه جلبو لنا أوعية لقضاء حاجتنا... وكان
نصيبنا نحن الخمسة سطل من البلاستيك كان يستعمل للدهن يتسع لخمسة أو سبعة لترات
ومشقوق من جانبه الى النصف تقريبا . وكان من المستحيل الجلوس عليه - وقضاء الحاجة
الكبيرة والصغيرة في آن واح بل كنا نتبول قبل ثم نقضي حاجتنا الأخرى بعدها ونحن
كالكلاب لا وقوف ولا جلوس. وإمتنعنا عن شرب الماء الا عند العطش الشديد حتى يتسع
الوعاء لضروراتنا.... وبقينا على هذه الحالة شهور وشهور. و عفوا على هذا الإستطراد
والتوسع ولكن لتعرفوا بعضا من آلامنا.
أين نحن
نحن في ما يسمى
بداموس الرومي في جبل الناظور في بنزرت قبالة البحر. هذا الداموس هو مستودع
للذخائر حفرته فرنسا أيام السنين الأولى من عهد الحماية وهو على شكل حدوة الحصان
أو الحرف اللاتيني < U > في الجبل على عمق
سبعة الى عشرين متر تقريبا تنزل اليه بسبعة وثلاثين درجة من الإرتفاع الكبير ثم
تنحدر أمتار تقريبا مائتي متر مربع هو المستودع .
إستعملته تونس كسجن
لنا أما فرنسا فلم تستعمل الا زنزانتين في بداية الدرج كغرف عقاب وهكذا سمع به
البعض وكان مصدر رعب الكثيرين ولا أحد يعرف باقيه من العرب وأقامت تونس في ممراته
والجيب الداخلي ستة زنزانات هيأت لنا خصيصا وكما ذكرت أولا حتى عدد الحلقات
الحديدية في الأرض كانت على عددنا بالضبط وكما لاحظتم أن مدير السجون بنفسه قد
إختار أمكنة ربطنا في الأرض ومرة طلب علي بن سالم أن يبدل موضعه ويأتي آخر مكانة
فهو مريض جدا ولا يقدر على جب الماء للآخرين - فقد كان موقعه بجانب حوض الماء
-وكان أن أجابه الحارس الأول:- مدير السجون لا يستطيع أن يبدلك من بقعتك.؟ ؟ فكيف
أنا ؟
هذا وقد إستغلت إدارة
السجون عنابر الجنود بجانب الجب لتنشئ سجن الأشغال الشاقة وتعوض أبراج غار الملح.
و قد أهملت صيانة هذا
الجب كمستودع للذخيرة بعد أن أنشأت فرنسا والحلف الأطلسي في أواخر الأربعينات بعد
الحرب العالمية الثانية مستودعات للذخيرة أخرى أحدث وأعمق.وهكذا كانت صخور جدرانه
وسقفة ترشح بإستمرار بالماء وخاصة في الشتاء عند نزول الأمطار.ويبلغ ما يتجمع منها
أحيانا ما يقرب من ثلاثة آلاف ليترة يخرجها المساجين يوميا حتى لا نغرق.
ولبثنا في كهفنا
سنين. وتعودنا على المشقة لكن البرد وثباتنا في مكان واحد والرطوبة العالية وقلة
التغذية والحرمان من ضوء الشمس. كل هذه الآسباب كانت تأكل أجسامنا فتيبست مفاصلنا
و تقوست ظهورنا نصفين و لم نعد نستطيع الوقوف بشكل مستقيم علاوة على الشحوب
وإصفرار البدن وبدت أبداننا هزيلة بشكل مخيف فوجودنا في الجب يتطلب إستهلاكا عاليا
من الحريرات وبالتالي الفيتامينات. ولكن لاشيء من هذا حتى الطبيب غير ممكن لنا
مقابلته كل ماكان هو زيارات متباعدة للحارس الممرض وأصبحت صيحات الألم تصدر بشكل
عادي عند كل حركة منا ولم نعد نستطع التقلب في فراشنا الا بصعوبة كبيرة
و اعتدنا على الشقاء
و البؤس وأريد أن أشهد هنا. أننا لو بقينا تحت مراقبة رئيس حراس غار الملح وفي
تصرف مدير السجون الذي كان وقت إعتقالنا لما خرج واح منا حيا. .فقد كان مدير سجن
الرومي والناظور. والذي يبقى مفتاح الداموس في عهدته كل ليلة ولا يسلم الا لأهل
الثقة المكلفين بنا. قلت كان يزورنا بإستمرار ويحاول شيئا فشيئا أن يزحزح الأوامر
فقد أمر بصنع حوض صغير للماء بدل من أن ننتظر لنشرب مرتين في اليوم من أيدي
الحراس. وأبدل لنا بعد شهور ذلك السطل المشروخ الذي كنا نقضي بعذاب فيه حاجتنا
وزوده بغطاء. وكان يسهر على تبديل الحصر والأغطية بشكل دوري لتجف وتعاد الينا . ثم
ترك لنا الحصر التي كانت تسحب منا في كل صباح عند مراقبتنا وعدنا. ولما تفاقم
مرضنا زودنا بفرش
ذكرت أن مديرا للسجون
- وهو حاكم تحقيق سابق -عين بدل الأول. وقد كان مؤدبا جدا معنا بعكس من سبقه وكنا
نحس بموعد زيارته حيث يقع تغيير ملابسنا وحلق وجوهنا ورؤوسنا ولما رأى تدهور صحتنا
أذن بخروجنا داخل الداموس للتمشي قبيلا وتحريك دمنا. وأقتلعت مسامير التبشيم
وأستعيض عنها طريقة أخرى حتى يقع فتحها و اغلاقها أسرع.وجلبوا لنا الماء الساخن في
أوعية المطبخ للإغتسال بعد شهور وشهور. وواضح أن مدير السجون لا يستطيع أن يفعل
أكثر من هذا.
آخر مرة رأينا فيها
الشمس هو أول أكتوبر 65 - يوم نقلنا من غار الملح الى الداموس ثم مضت سنين ...إلى
أن كان يوم لا أستطيع أن أحدده إنما هو بين الربيع والصيف ...فتح الباب ووقع فكنا
من الأرض وأخرجنا من الداموس وصعدت الدرج المؤدي الى الهواء الدافئ والشمس على
أربع فلم نكن نقوى على الصعود بشكل عادي الا قلة منا
كان يوما مسنشا
والوقت صباح وبدأ الضوء يغمرني وعيناي التي حرمت من الضوء لا أقوى على فتحها.
صدقوني إن عبارة < غمرني الضوء أفهمها الآن لا كما يفهمها غيري فبعد تك السنين
تحت الأرض لها إحساس آخر لا تعرفونه.
على سطح الأرض كان
هناك شخصان بثياب مدنية ومدير السجن وبعض الحراس و الحداد< السجين > بمطرقته
وسندانه.
وبإذن من أحد
المدنيين كان يجلس كل واحد منا أما الحداد ليكسر قيده. ويقف ليأتي الآخر... وهكذا
وإكتشفنا أصحابنا الذين لم نرهم منذ كنا أحرار.
وأدخلنا غرفة قريبة
وليأت هذا المسؤول. ويتكلم بلطف ومواساة ذاكرا ما قاسيناه.. وبأننا سنعامل كمساجين
عاديين وسنتمكن من مراسلة عائلاتنا وأن الإدارة ستبعث بطبيب خاص لفحصنا بعناية
وعلاجنا وسنتمتع بالكانين والكتب ...الخ
وأخيرا إنكسر القيد
وأخيرا ضوء الشمس وأخيرا لقاء الأصحاب والتعرف على أخبار الأهل والأقارب وأخيرا
النظافة وأخيرا الطعام ... وأخيرا ..وأخيرا...ولادة جديدة .. لم تتعود أعيننا على
الضوء الساطع وعلى الرؤية البعيدة .. والألوان .. والنسمات الدافئة ..كالمخبولين
نهنئ بعضنا المرات والمرات ثم نتجه نحو النوافذ نتطلع الى البعيد والى الأشجار
التي ظهرت وراء الأسوار ..حتى الحراس تبدلت لهجتهم وكثير منهم هنأنا بالنجاة ..
ومضى يوم ثم آخر ثم
آخر ستة أيام ونحن ننتظر قدوم الأهل وفي عشية اليوم السادس.. مدير السجن صحبة عدد
غفير من الحراس المسلحين والحارس المكلف بنا يأمرنا بالخروج والإتجاه نحو الداموس
وسط صفين من الحراس المدججين بالسلاح وأعدنا الى زنزاناتنا القديمة ثانية ولكن دون
قيود في أرجلنا.
ماذا حدث ؟ و لماذا
أخرجنا ؟ ولما أعدنا ؟ ..لا أحد يعرف ..أين كلام ذلك المسؤول.....لانعرف. وبقي
الأمر سرا الى الآن.
منذ أيامنا الأولى في
الداموس وحتى آاخر لحظة فيه كنا محل زيارات لعديد من < الشخصيات > ومن
الوجوه التي كانت تزورنا كنا نعرف درجة البؤس والشقاء الذي نحن فيه. كانت وجوه
القوم مصفرة حتى تبلغ البياض رعبا. والسعال وتغطية الأنف بالمنديل هو من رائحتنا
الكريهة. كانت التعليمات دائما أن تتجه وجوهنا الى الحائط قبل فتح الباب حتى لا
نرى القادمين ونتعرف عليهم .ولكن أغلبهم كان يفضل أن يتفحصنا فنستدير ونقابلهم
صامتين ونحن نتساءل في أنفسنا لماذا أتوا ..أو بالأحرى لماذا أرسلوا الى هذا
المكان فنحن نعرف بل على يقين أنه لايسمح لأحد بالدخزل الينا إلا إذا أتى إذن من
فوق...فوق..فوق.لماذا كان يرسلهم ..لإرعابهم فلا يتحرك منهم أحد؟ أم ليطمئن علينا
وعلى وعلى عذابنا ؟ أم هل لا زلنا بعيدين عن نهايتنا ؟ لا نعرف الجواب الى الآن
لماذا ؟.
والغريب أنه بسبب
حضور بعض من هؤلاء- المسؤولين - كان يعاد تقييدنا بالسلاسل في الصباح ثم فكها في
المساء بعد حضور هذه - الشخصية - < هذا بعد أن تم نزع السلاسل رسميا خلال
الأيام الستة الكذكورة >
وأرجو إن كان أحدكم
يعرف لماذا أن يخبرني ؟ فأنا ليس لدي تفسير معقول. إلى أن كان يوم . وهذا اليوم
أتى بعد شهور من سنين. زارنا فيه السيد الطاهر بلخوجة. ولأول مرة يتحدث الينا
مسؤول بشكل معقول ويسأل مدير السجن أمامنا ..
وسأل هل نقابل الطبيب
؟ وهل نخرج للشمس والهواء أحيانا وولماذا نحن حفاة، وبملابس بالية.و وهل لدينا كتب
و.و.و. ثم سأل عن مراسلاتنا مع أهلنا. وكان جوابنا بأننا لم نتلق أية رسالة ولم
نرسل أية رسالة منذ إعتقالنا وأننا لا نعرف شيئا عنهم منذ إعتقالنا... وأمامنا
أعطى التعليمات لنتمتع بالمراسلة وبالكتب والخروج الى الشمس. ولم نكن شديدي الحماس
لمثل هذه التعليمات بعد ما حدث لنا من خيبات.
ولكنه كان صادقا. ففي
المساء أحضر سجين قفة كبيرة بها بقايا أحذية وألقى أمام كل واحد زوجا .. وهكذا
والغريب أنه بقطع النظر عن المقاس كانت حصة واحد منا إثنين يمين أو إثنين يسار
المهم فردتي حذاء وحاولنا التبديل مع بعضنا وبقي البعض يرتدي إثنان يمين أو إثنان
يسار وكان منظرنا باعث للضحك أكثر مما هو باعث للآسى فلا فردة الحذاء ولا لونها
ولا مقاسها متناسبة مع الفردة الأخرى وقلة منا من وجد الفردة الأخرى.عند صاحبه.
وفي اليوم التالي
أحضرت لنا أوراق < أصغر من أوراق الكراسات > وأقلام لنكتب الى أهلنا لآول
مرة منذ سنوات. وبالطبع دون أي إشارة من بعيد أو من قريب الى مكان وجودنا أو أين
نحن. فقط إعلام بأننا بصحة جيدة وسؤال عن أخبارهم وبدون أي تعليقات منافية لهذه
التعليمات. ولأول مرة نمسك قلما منذ سنين وماذا نكتب ومن أين نبدأ وكيف نسأل عن
الأحوال وهل ستكفي هذه الوريقة . المهم أننا كتبنا كل بطريقته.ولبثنا ننتظر الرد.
ومرت أيام كأنها دهور. وبدأت الرسائل تصل من اعالم الآخر الذي وراء الأسوار عن
أخبار العائلات. وبالطبع ليس فيها ما يحير أو يقلق .. نحن بخير ولا ينقصنا ألا
رؤيتك ولا ينقصنا الا أن تكون معنا.. الى آخره.. من الجمل العادية جدا .. وكانت
الرسالة التي تصل الى كل واحد منا تقرأ بصوت عال علينا كلنا مرات ومرات ووصلت الى
بعضنا صور عائلته وأولاده وقد كبروا وترعرعوا وازدادوا طولا بعد كل هذه السنين.
كانت كل رسالة وكل صورة ملكا للجميع باحساس غريب بأننا أسرة واحدة وهؤلاء أبناءنا
وأخواتنا وأقاربنا والأخبار أخبارنا جميعا لا فرق بيننا.
وذات يوم أحضرت لنا
الكتب من مكتبة السجن ... فالتهمناها التهاما وبإعجاب شديد فبعد هذا الجوع الذهني
كان كل شيء يقرأ ..بليغ ..و ..فصيح و..مفيد و...عظيم
وقدمت لنا بعد شهر
ورقة ثانية لمراسلة الأهل .. وكان هدوءنا أكثر وعرفنا كيف نخاطبهم بترو و تجرأنا
وطلبنا الكتب منهم عسى الإدارة تقبل دخولها،فقد علمنا أن رسائلنا تمر حتما بإدارة
السجون ثم تأتي الينا بعد هذا، وحرصنا أن تكون بعيدة عن السياسة أدب تاريخ وما
اليه وجاءت الدفعة الأولى ثم الثانية وهكذا إنهمك كل واحد منا وغاص في الكتب التي
تروق له فهي ملك للجميع.نقرأ ونقرأ بظمأ شديد بعد هذا الجفاف الذي عانيناه.
وأصبحت زيارات مدير
السجون متقاربة ودائما كان حديثه مطمئنا وأعطينا ملابس جديدة وأحذية مناسبة وأغطية
جديدة وبدأ وضعنا يتحسن فالهواء الذي كنا نخرج اليه كان له فعل السحر والمعنويات إرتفعت
وأصبح الداموس كأنه سكن عادي مقبول بفعل تعودنا عليه و ظروف عيشنا التي تغيرت شيئا
ما.وأصبح بإستطاعتنا أن نقابل الطبيب بعد موافقة الحارس الممرض الذي يعاين الحالة
حتى من الأكل تحسنت كميته..
وطبعا لم يتم هذا
دفعة واحدة بل قطرة قطرة أو حسب قول مدير السجون خذ وطالب.إلا أن شيئا واحدا كان
غير ممكن هو خروجنا من الداموس نهائيا.وكنا عند نطلب هذا من مدير السجون يحرك يده
بإشارة معناها .. أين أنتم من هذا ؟ .
Qui est Tamim Hemadi?
Tamim Hemadi
a été condamné en 1962 à perpétuité dans l’affaire du « complot de Lazhar
Chraiti ». Il était le plus jeune du groupe. Il fut gracié le 31 mai 1973
par Habib Bourguiba. Né à Damas en 1939, Tamim Hemadi fut politisé depuis son
plus jeune âge, son père aussi d’ailleurs. Il est le fils ainé de Mohamed Kamel
Ben Ammar, alias Kamel Tounsi كامل التونسي, et de Khairia Farhat, frère de Racha, feu Anas, Mouhannad, Tammam et Manaf Tounsi. Arrivé en Tunisie en 1960,
lorsque son père, membre du « parti libre destourien », proche de
Thâalbi, et du bureau du Maghreb arabe, fut appelé de son exil par Bourguiba.
Mohamed Kamel
Ben Ammar, originaire de Sidi Hmada (gouvernorat de Siliana) a fait ses études
à la Zitouna. Il fut l’élève du grand cheikh Othman Belkhodja, grand-père de maître
Kais Saied. En 1933, Mohamed Kamel fut condamné pour avoir tiré sur un officier
français afin de venger l’exécution de ses camarades. Il fuit vers Libye puis
vers la Syrie où il se réfugie. Mais il revient au début des années 50 pour
participer à la Bataille de Bargou. Il est alors arrêté et emprisonné. Une
négociation est engagée avec les français par un noble de Siliana, Abdelbaki Ben
Abdelmlak, père de khalti Khédija et grand-père des cousins et cousines Héni.
Abdelbaki
Ben Abdelmlak obtient ainsi la libération de Mohamed Kamel Ben Ammar en échange
d’une précieuse parure en or et en diamant. Libéré, il est aidé par son maître
Cheikh Othman Belkhodja pour aller en Egypte, puis en Syrie où il sera
accueilli en héros. Il sera professeur d’arabe et ministre de l’éducation.
Quelques uns de ses élèves, devenus des hommes politiques connus, ont raconté à ma mère comment, un jour, Kamel Tounsi était venu en classe avec une cravate rouge en
hommage au tchécoslovaque Alexander Dubček, alors qu’il était loin d’être
communiste.
Quand Tamim Hemadi fut arrêté avec ses camardes comploteurs, il était étudiant en droit. Il fut chargé d'infiltrer la radio nationale pour préparer le terrain à la touche finale du coup d'Etat, mais il en fut autrement!
Tunisie: La tentative de coup d'Etat de 1962 par tn_sba
2 commentaires:
رحمة الله عليه. وليت الإنسان يرحم نفسه في شخص كل من سجن على حق أو على باطل ...
J'ai pris un plaisir intense à lire ce prégnant témoignage, qui a plongé le prétendu historien que je suis dans un contexte en franche rupture avec les lieux communs.
Merci à Carnet de doute.
Enregistrer un commentaire